نظرية السياق في الدرس الشرقي والغربي
المقدمة:
الحمد لله البارئ الخلاق المنشئ السبع الطباق، المقدر الأمور فلكل منها سياق، مدبر شؤون مملكته على مقاس الحكمة ونظام الشرعة فهي مؤذنة له بكمال الألوهية والاستحقاق، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على صاحب البراق الحائز رتب الكمال وخصال الجلال فما لجوادها لحاق، الساطع شمسه فما لها أفول ولا يعتريها إلحاق، من ملئت قلوب المحبين له بالوفاق وتنكرت لهديه أقوام فهم في عزة وشقاق، ومن كان في هذه اعمى فما له في الآخرة من خلاق، وبعد فإن من المنن الجسيمة التي تستوجب الشكر وتقتضي الفخر، أن أتقدم بهذا المقال المتواضع لكي يكون إضافة ولبنة معتبرة كما هو المعول عليه ان شاء الله في صرح هذه الجامعة العريقة جامعة محمد الخامس، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سلا، والتي هي بكل جزيل حقيقة والتي لها الفضل بعد الله في تكويني العلمي والتربوي الذي كان من حسناته وثماره هذا الموضوع الذي وسمته بنظرية السياق بين الدرس الشرقي والغربي والذي كانت بوادر الاهتداء له الإشارات التي تلقفتها من محاضرات أساتذتنا، سيما في مادة اللغة لأستاذنا اللبيب الأريب سيدي محمد العلمي ومادة المنطق القانوني لصاحب العوارف سيدي عبد الحكيم الحكماوي، فصادف ذلك هوى في نفسي وحرك مني كامل الشوق وأضرب بين جوانحي جذوة العزم فاهتبلت هذه الفرصة وتشجعت على تقحم غمار البحث والتنقيب فاستعنت بالله واستمنحت منه الرفعة والمدد متبرئة من حولي وقوتي سائلة منه أن يهديني سواء السبيل وهو حسبي ونعم الوكيل.
يعتبر السياق موضوعا حافلا تشعبت مجالات البحث فيه وتعددت جهود الباحثين في التنقيب عن خفاياه والغوص في جواهره، والتأكيد على أهميته وجدارته بأن تجردت الأقلام لتعميق البحث فيه، وجاءت مركزية هذا الموضوع في كونه عنصرا مهما في التخاطب باعتباره مؤثرا أساسيا فيما يدلي به المتكلم للمخاطب حتى قيل المعنى خارج النص أي ما يريد المتكلم قوله هو السياق المتحكم في اختياراته، وعليه فلكي نفهم شيئا مما يقصده المتكلم فلابد من معرفة السياق بمختلف جوانبه فما هو إذن السياق؟ وما هي أقسامه وأنواعه؟ وهل كان لهذه الظاهرة صدى على غير الناطقين بلغة الضاد أم كان حكرا على الدرس العربي؟
المحور الأول: تعريف السياق
لمعرفة أهمية السياق نقف على المناظرة التي أصدرها الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابه دلائل الإعجاز والتي جرت بين يعقوب ابن إسحاق الكندي وأبي عباس المبرد فقد روي عن ابن الأنباري أنه قال ركب الكندي المتفلسف إلى أبي العباس فقال له:
إني لأجد في كلام العرب حشوا
فقال له أبو العباس في أي موضع وجدت ذلك؟
فقال أجد العرب يقولون [عبد الله قائم] ثم يقولون [إن عبد الله قائم] ثم يقولون [إن عبد الله لقائم] فالألفاظ متكررة والمعنى واحد.
فقال أبو العباس بل المعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ فقولهم [عبد الله قائم] إخبار عن قيامه، وقولهم [إن عبد الله قائم] جواب عن سؤال سائل وقولهم إن [عبد الله لقائم] جواب عن إنكار منكر قيامه فقد تكررت الألفاظ لتكرر المعاني.
قال فما حار المتفلسف جوابا [1]
قال أبو بكر عبد القاهر الجرجاني معلقا: وإذا كان الكندي يذهب هذا عليه حتى يركب فيه ركوب مستفهم أو معترض فما ظنك بالعامة؟ ومن هو في عداد العامة لا يخطر شبه هذا بباله؟ مناظرة تدل على أن بين صور المعاني فروقا دقيقة هي محط البحث والتأمل وأن لمخرجات الكلام دقائق لا بد من تدبرها ترتبط بالسياق بمعناه الشامل
فالمراد بالسياق إذن المجرى الذي جرى فيه الكلام من حيث الزمان والمكان والحال وهو ما يسميه علماء البلاغة بالمقال قال الأخضري في الجوهر:
وَجَعَلُوا بَلَاغَةَ الْكَلَامِ ✽طِبَاقَهُ لِمُقْتَضَى الْمَقَامِ.
والسياق هو الإطار الذي يشكل فضاء الخطاب ومرجعيته التي من خلالها يتم صنع المعنى من مادة اللفظ أو خارجها،[2] يقول الجاحظ في هذا الصدد ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين وبين أقدار الحالات فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاما، ولكل حالة من ذلك مقاما، حتى تقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني، ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات ، وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات[3] ، ويقول القزويني “وأما بلاغة الكلام فهي مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته، ومقتضى الحال مختلف فإن مقامات الكلام متفاوتة، فمقام التنكير يباين مقام التعريف ، ومقام الإطلاق يباين مقام التقييد ، ومقام التقديم يباين مقام التأخير، ومقام الذكر يباين مقام الحذف ، ومقام القصر يبين مقام خلافه ، ومقام الفصل يباين مقام الوصل[4] .
فالمتكلم يراعي عند تخاطبه جملة من العناصر التي منها حال المتكلم وحال المخاطب ومنها الظروف المحيطة بالقصد من الخطاب ومنها نوع الخطاب نفسه وعناصر أخر لها تأثير مباشر في سياق الكلام من حيث اختيار الكلمات وبنية الجمل، واختيار الأسلوب، ودفع ما قد يؤثر سلبا عن المعنى المراد إيصاله لمستقبل الخطاب. فإذا روعيت هذه العناصر وأحكم بناء النص على أساسها صار الخطاب بليغا وقطفت منه الفوائد المرجوة، وإلا ضاع الحق من سوء التعبير كما قال ابن الرومي:
في زُخْرُفِ الْقَوْلِ تَزْيِينٌ لِبَاطِلِهِ *** وَالْحَقُّ قَدْ يَعْتَرِيهِ سُوءُ تَعْبِيرِ
تَقُولُ: هَذَا مُجَاجُ النَّحْلِ تَمْدَحُهُ *** وَإِنْ ذَمَمْتَ تَقُلْ: قَيْءُ الزَّنَابِيرِ
مَدْحًا وَذَمًّا وَمَا جَاوَزْتَ وَصْفَهُمَا *** حُسْنُ الْبَيَانِ يُرِي الظَّلْمَاءَ كَالنُّورِ
المحور الثاني: أقسام السياق
ينقسم السياق إلى قسمين كبيرين: سياق داخلي ويراد به كل ما له علاقة بالنص من عناصر اللغة والتراكيب والأساليب، وسياق خارجي وهو الذي يطلق عليه المقام وتحكمه مجموعة من الملابسات الخارجية التي تتحكم في عناصر الموقف اللغوي.
السياق الخارجي: ومنه ما هو راجع إلى نفسية المتكلم لاستجابة المتلقي ويكون وراء كل كلمة ينطق بها كما قال القائل:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * * * جعل اللسان على الفؤاد دليلا.
ومنه ما هو ثقافي أو اجتماعي يتعلق بالمحيط الذي يحكم المتخاطبين وهو الذي يسمى بالسياق العام أو الحال أو المقام أو الموقف، وعلى أساسه صيغت القاعدة المشهورة “لكل مقام مقال “
السياق الداخلي أو اللغوي: وهو بنية النص الداخلية للغة التي تحكم في مسار النص وتوجيهه وكمثال على ذلك يقول الله تعالى ” أتى أمر الله فلا تستعجلوه[5] ” فجملة فلا تستعجلوه قرينة لغوية سياقية صرفت الفعل أتى عن دلالة على الماضي إلى دلالته على المستقبل ، وكذلك صرفت أمر الله إلى المستقبل، والنكتة البلاغية المستفادة من وراء ذلك تحقق وقوع الأمر الذي هو قيام الساعة فهو تقريع للمخاطب المستعجل لقيام الساعة على سبيل التحدي والتعجيز ، وكذلك قوله تعالى “فإذا بلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف[6] ” فمعنى بلغن أي قاربن بدليل جواز الرجعة ، بينما في قوله تعالى “وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن ” أي انقطعت عدتهن .
قال الشافعي رحمه الله دل سياق الكلام على افتراق البلاغين ودراسة المعنى من خلال السياق اللغوي تمكن من المعنى الدقيق دون المعاني الأخرى المحتملة المتواردة على الذهن، وتسهم في قراءة وظيفة اللغة وتهب ذلك المعنى نصاعة أكثر دقة.
وينقسم السياق الداخلي إلى أنواع أهمها: السياق الصوتي وهو الذي يهتم بدراسة الصوت داخل سياقه اللغوي من حيث كمية الهواء اللازمة لإنتاج هذا الصوت، ومستوى ارتفاعه أو انخفاضه حسب ما يقتضيه المقام.
ثانيا: السياق الصرفي والذي يهتم بالوحدات الصرفية في بنية الكلمة من فعل وصفة ومصدر.
ثالثا: السياق النحوي الذي يهتم ببنية الجملة وترتيب مفرداتها تقديما وتأخيرا وتعريفا وتنكيرا.
رابعا: السياق المعجمي والذي يعنى باختيار الألفاظ المناسبة دون الأخرى من المترادفات.
خامسا: السياق الأسلوبي والذي يعنى باختيار الأسلوب المناسب المؤثر في المخاطب، ويظهر هذا اللون من السياق في النصوص الشعرية والنثرية أكثر منه في اللغة العادية ليكون في بناء بلاغي جميل، وغيرها من السياقات التي تنبع من داخل النص.
المحور الثالث: بزوغ نجم ظاهرة السياق عند علماء الغرب
نبدأ بما ختم به الدكتور تمام حسان كتابه ” اللغة العربية معناها ومبناها مقررا ومؤصلا” حين قال: البلاغيون لكل مقام مقال، ولكل كلمة مع صاحبتها مقام وقعوا على عبارتين من جوامع الكلم تصدقان على دراسة المعنى في كل اللغات، لا في اللغة العربية الفصحى فقط، وتصلحان للتطبيق في إطار الثقافات على حد سواء، ولم يكن مالينوفسكي[7] وهو يصوغ مصطلحه الشهير context of situation يعلم أنه مسبوق إلى مفهوم هذا المصطلح بألف سنة أو ما فوقها [8].
إن الذين عرفوا هذا المفهوم قبله سجلوه في كتب لهم تحت اصطلاح “المقام، ” ولكن كتبهم هذه لم تجد من الدعاية على المستوى العالمي ما وجده اصطلاح مالينوفسكي من تلك الدعاية بسبب انتشار نفوذ العالم الغربي في كل الاتجاهات وبراعة الدعاية الغربية.
وقبل هذا الموضع قال لقد كان البلاغيون عند اعترافهم بفكرة المقام متقدمين ألف سنة تقريبا على زمانهم، لأن الاعتراف بفكرتي المقام والمقال باعتبارها أساسين متميزين من أسس تحديد المعنى، يعتبر الآن في الغرب من الكشوف التي جاءت نتيجة لمغامرات العقل المعاصر في دراسة اللغة[9].
في نهاية القرن التاسع عشر، حين قسم الفلاسفة علماء مناهج البحث كل العلوم إلى (علوم عقلية وعلوم طبيعية ) أدرج اللغويون علمهم تحت الصنف الثاني مما غير منهج دراسة اللغة فتحرر من الطابع الميتافيزيقي الكنائسي والطابع الفيلولولجي لينجذب إلى باحة منهج يتغيا العلمية فصار ينظر إلى اللغة كمادة عضوية محسوسة تدرس[10] (كما هي) لها (كما ينبغي أن تكون ) على حد تعبير دي سوسيير[11]بغية استخلاص القوانين المضطردة طلبا للموضوعية والشمولية والاضطرار والاقتصاد ، كل ذلك أخذا بتلابيب المنهج العلمي في النظر إلى الأشياء، ثم ما لبث أن تأثر الدرس اللساني بمختلف مدخرات العلوم من تاريخ وجغرافيا وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التشريح وعلم الأنثروبولوجيا .. درس انبثقت عنه مستويات أربع للغة تشكل إطاره العام وهي الصوت والصرف والنحو والدلالة، كما أفرز مناهج عدة لتعليل الظاهرة اللغوية، إلا أن من نقائص هذه المناهج الاستناد إلى بنية التركيب الداخلية لاقتناص المعنى، حيث لم يعبأ لا بالقائل ولا بملابسات النص معتبرا المتكلم ميتا بمجرد انتهاءه من إنشاء النص فيما أطلق عليه رولان بارت[12] ” موت المؤلف”
وجراء إغفال السياق الخارجي المتحكم في عملية إنتاج الكلام ما لبث أن استحضر البعد الاجتماعي لتفسير الظاهرة اللغوية بداية مع العالم الإنجليزي البولاندي الأصل” مالينوفسكي ” وقد قادته دراسته الأنثروبولوجيا إلى اعتبار الأسطورة أبرز مدخل لدراسة الأعراف والتقاليد و أن الحكاية الشعبية جزء من معرفة الحياة الاجتماعية للسكان ، ومن خلال تجربته المعيشية بين ظهراني ساكنة جزر المحيط الهادي اكتشف متن حكاية الكوكوانيو الذي تحكى موسم الجني حيث يتحلق الأهالي حول النار للمسامرة ليهدي الحكي للجميع عسى أن يبلغ المحصول الزراعي .
لقد اعترف مالينوفسكي بأهمية متن هذه الحكايات لكنه أكد على أن فصلها عن وظيفتها الاجتماعية تجريد لها من الحياة، كما أكد على ذلك الدكتور شكري عباد، مؤكدا على استحضار (الخلفية الثقافية) التي وضعها الحدث الكلامي بإزائها يقول مالينوفسكي” فالحكاية تستمد حياتها من حياة الأهالي ولا توجد فقط على الورق وعندما يقوم عالم بتدوينها دون أن يكون قادرا على معرفة المناخ الذي انبثقت منه فإنه سيعطي صورة مشوهة عن الواقع”. ليلتقط تلميذه جون فيرت هذه الإشارة فيطورها فيما دعي لاحقا بالنظرية السياقية والتي تندرج تحتها علم الدلالة مشددا على أهمية سياق الحال في الكشف على معنى الحدث اللغوي معتبرا أن المعنى وظيفة في سياق وأنه مركب من العلاقات السياقية وأن الوظيفة الدلالية لا تتأتى إلا بعد أن يتجسد القول في موقف فعلي معين.
وببزوغ المنهج التداولي اكتسب مفهوم السياق مكانة مركزية حيث أقامت عليه التداوليات تصوراتها للغة لتأثيره على البنية اللغوية على الرغم من عدم الاتفاق على تعريف محدد له وهذا هو الإطار العام للسياق الذي ولد لدى الآخر المعيار لفهم النص بشكل مجمل.
الخاتمة:
وختاما أقول أن دراسة النصوص متوقفة على الفهم و التبصر الذي لا ينفك ويرتبط بالسياق في مختلف مستوياته وأنواعه وصنوفه بما في ذلك من الفوائد الجمة التي تغيب بغياب هذه الركيزة المهمة كما بات من حقنا النظر العلمي البالغ الدقة والموضوعية لكي لا ننتحي بفكر الأمة إلى تراث آخر وان نرجع بالشيء إلى غير أصله أو أن نصير ما بأيدينا من معطى ثقافي أدون من عطاء الآخر فنتجاوز الحقيقة وينام جراء ذلك عقلنا نوم الموت على حد تعبير الدكتور محمد موسى الشريف هذا من جهة ومن جهة أخرى لا ينبغي أن نستنكف من مطالعة جديد الأطروحات المستجدة ،على اعتبار أن بعض مظاهر التفكير لها طالع مشترك إنساني شريطة استحضار ملمح الخصوصية .
[1] لم يهتد لجواب لكونه أفحم.
[2] عبد الهادي حميتو، دلالة السياق والاعتبار بها في فهم النص القرآني وتوجيه القراءات، مطبعة المعارف الجديدة-الرباط- الطبعة الأولى 2019، ص202.
[3] أبو عثمان الجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الجاحظ-القاهرة- الطبعة الثانية، 1970، ص 1/131
[4] الحسن إد سعيد، السياق وأثره في الدلالات الحذف والخروج على مقتضى الظاهر والكناية أنموذجا، أعمال يوم دراسي نظم بمعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية يوم 21 نونبر 2017، أورده كتاب دلالة السياق والاعتبار بها في فهم النص القرآني وتوجيه القراءات، ص 170.
[5] سورة النحل ، الآية 1
[6] سورة الطلاق الآية 2
[7] برونيسلاف كاسبر مالينوفسكي (بالبولندية: Bronisław Malinowski) (7 نيسان 1884- 16 أيار 1942), كان عالماً بولندياً مختصاً في علم الإنسان ويعد من أهم علماء الإنسان في القرن العشرين، وهو من أهم الرواد في علم الإنسان التطبيقي
[8] تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها، مطبعة دار الثقافة، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء المغرب، ص 372
[9] عبد الهادي حميتو، مرجع سابق، ص 198
[10] عبد الهادي حميتو، مرجع سابق، ص 198
[11] فرديناند دي سوسير أو فرديناند دي سوسور (بالفرنسية: Ferdinand de Saussure) ولد في 26 نوفمبر 1857 وتوفي في 22 فبراير 1913، عالم لغوي سويسري شهير. يعتبر بمثابة الأب للمدرسة البنيوية في علم اللسانيات. فيما عدّه كثير من الباحثين مؤسس علم اللغة الحديث. عُني بدراسة اللغة الهندية، الأوروبية. وقال إن اللغة يجب أن تعتبر ظاهرة اجتماعية. من أشهر آثاره: `بحث في الألسُنيّة العامة` (كتبه بـاللغة الفرنسية ونُشر عام 1916، بعد وفاته) وقد نُقل إلى الـعربية بترجمات متعددة ومتباينة.
فرديناند دي سوسور من أشهر علماء اللغة في العصر الحديث، واتجه بفكره نحو دراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار اللغة ظاهرة اجتماعية، وكانت اللغات تدرس دراسة تاريخية، وكان السبب في هذا التحول في دراسة اللغة هو اكتشاف اللغة السنسكريتية.
ولد دي سوسور في جنيف، وكان مساهما كبيرا في تطوير العديد من نواحي اللسانيات في القرن العشرين. كان أول من أعتبر اللسانيات كفرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية. اقترح دي سوسير تسميته سيميولوجي، ويعرف حاليا بالسيميوتيك أو علم الإشارات.
[12] رولان بارت (بالفرنسية: Roland Barthes) فيلسوف فرنسي، ناقد أدبي، دلالي، ومنظر اجتماعي. وُلد في 12 نوفمبر 1915، في شربور، وأصيب بالسل في مطلع حياته، ونال شهادة في الدراسات الكلاسيكية من جامعة السوريون عام 1939، ودرس في بوخارست، ومصر، وأصبح أستاذا للسميولوجيا عام 1976 في الكولج دي فرانس، وتعرض لحادث تُوفي على أثره في 25 مارس 1980.